تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

لماذا تعتبر الكلى من أهم الأعضاء الحيوية في الجسم؟

من المعروف بأن وظيفة الكلى الرئيسة تقوم على تنقية الدم، والتخلص من الفضلات والسوائل الزائدة فيه، وطردها من الجسم عن طريق البول. يتخلل عملية تصنيع البول المرور بعدة خطوات معقدة من الطرح وإعادة الامتصاص لتصفية المواد الراشحة داخل السائل المتشكل، وبالتالي الحفاظ على توازن السوائل والمعادن والمواد الكيميائية الأساسية في الجسم.

 

تلعب الكلى دور رئيسي ودقيق في تنظيم كمية الماء والأملاح في الجسم، والشوارد الكهرلية، ونسبة الأحماض بهدف الحفاظ على درجة حموضة الدم الطبيعية. أيضاّ، تقوم الكلى بإفراز الهرمونات الأساسية والتي تتحكم بعمل الأعضاء الأخرى؛ على سبيل المثال، تفرز الكلى هرمون الإرثروبيوتين والذي بدوره يحفز تكوين وإنتاج خلايا الدم الحمراء في الجسم. بالإضافة إلى العديد من الهرمونات الأخرى التي تساعد في ضبط مستوى ضغط الدم وتتحكم في عملية أيض الكالسيوم.

 

بناءً على ما سبق، يمكن اعتبار الكلى بمثابة محطات تنقية أو مصانع كيميائية ضخمة قادرة على القيام بجميع المهام التالية:

  1. تنظيف الجسم والتخلص من الفضلات والسوائل الزائدة في مجرى الدم.
  2. طرد السموم الناتجة عن الأدوية والمواد الكيميائية من الجسم.
  3. الحفاظ على توازن السوائل داخل الجسم.
  4. إفراز الهرمونات الأساسية، وتنظيم ضغط الدم.
  5. إنتاج الشكل النشط من فيتامين د والمعروف باسم الكالسيتريول، المسؤول عن تنظيم مستويات الكالسيوم والفوسفور في الجسم، والذي من شأنه تعزيز صحة العظام وتقويتها. 
  6. التحكم في عملية تكوين خلايا الدم الحمراء.

 

هذا المقال، يستعرض الحديث عن جميع المعلومات والتساؤلات التي تدور حول الكلى ودورها الفعال في تمكين الجسم من القيام بأداء وظائفه بشكل طبيعي.

 

أين تقع الكلى في الجسم وكيف تقوم بأداء وظائفها؟

يتكون جسم الإنسان السليم من كليتين، تأتي كل منهما بحجم قبضة اليد، وتقع كل واحدة على أحد جانبي العمود الفقري، مباشرةَ أسفل القفص الصدري. تحتوي كل كلية عما يزيد عن مليون وحدة أنبوبية كلوية وظيفية تسمى النفرونات أو الكليونات. يتكون كل نفرون من كبيبة محاطة بحزمة من الشعيرات الدموية الدقيقة تعمل كوحدة تنقية، ويتم توصيلها مع أنبوب كلوي يعرف باسم (نُبَيب).

 

خلال عملية تصنيع البول، يتدفق الدم عبر الكبيبة، حيث يتم ترشيح معظم الجزء السائل المكون له، ثم ينتقل بعدها هذا السائل الراشح عبر الأنبوب الكلوي، ليمر هناك بعدة مراحل معقدة يتم خلالها إعادة إفراز أو امتصاص المواد الراشحة بما في ذلك (الماء، المواد الكيميائية، والشوارد) اعتماداً على حاجة الجسم، وفي النهاية تشكيل البول الذي يجري طرحه خارج الجسم.

 

يومياَ، تتمكن الكلى من أداء وظيفتها الداعمة لحياة الإنسان بترشيح ما يقارب 200 لتر من السائل عبر الأنبوب الكلوي، وإعادة امتصاصه مرة أخرى عبر الكلى رجوعاً إلى المجرى الدموي. إذ يعاد امتصاص حوالي كامل السائل بما يحويه من المواد الراشحة التي يحتاجها الجسم، وطرح ما يقارب 2 لتر منه على صورة بول إلى خارج الجسم. يتم تخزين البول في الجسم داخل المثانة حوالي 1-8 ساعات قبل التخلص منه خلال عملية التبول.

 

ما هي أهم أسباب مرض الكلى المزمن؟ 

مرض الكلى المزمن هو حالة مرضية طويلة الأجل تتمثل بحدوث خلل ما في نظام عمل الكلى، يرافق ذلك وجود علامة دالة عليه مثل ارتفاع مستوى البروتين في البول وقد لا تظهر أية أعراض، بحيث يتطور المرض بشكل تدريجي مسبباً تراجع في قدرة الكلى على أداء وظائفها لمدة تزيد عن ثلاثة أشهر.

 

هناك العديد من الأسباب والعوامل التي ترفع خطر الإصابة بمرض الكلى المزمن بما في ذلك الإصابة بالأمراض المزمنة، التاريخ العائلي، ووجود العيوب الخلقية التي تؤثر جميعها على عمل الكلى وفي النهاية تلف الكلى مع مرور الوقت. 

 

بشكل رئيسي قد ترتبط الإصابة بواحد أو أكثر من كل مما يلي:

  • داء السكري؛ يعتبر أحد الأسباب الرئيسة للإصابة بمرض الكلى المزمن، خلال ذلك يفقد الجسم القدرة على إنتاج هرمون الأنسولين بشكل كافٍ أو يتوقف الجسم عن الاستجابة للأنسولين وبالتالي ارتفاع مستوى السكر في الدم، الأمر الذي يرتبط في تلف الوحدات الكلوية الوظيفية مما يؤدي إلى إلحاق الضرر بالكلى وتلفها.
  • ارتفاع ضغط الدم؛ حالة مرضية مزمنة تنشأ نتيجة زيادة قوة دفع الدم مقابل جدران الأوعية الدموية أثناء ضخ الدم، يمكن لذلك أن يسبب تلف وضعف الأوعية الدموية في كل من الدماغ، والقلب، والكليتين وبالتالي حدوث العديد من المضاعفات مثل النوبات القلبية، والسكتة الدماغية، وأمراض الكلى.
  • التهاب كبيبات الكلى؛ أحد الأمراض التي تصيب الكبيبات الكلوية المسؤولة عن تنقية الدم، قد يحدث بشكل مفاجئ بعد الإصابة بعدوى الحلق البكتيرية ( عدوى المكورات العقدية) بحيث يمكن التعافي منه بسهولة، وقد يتطور بشكل تدريجي إلى جانب الإصابة بحالات مرضية أخرى مثل داء السكري، وأمراض المناعة الذاتية، بحيث يمكن لهذا الالتهاب التسبب بتلف الكلى وفقدان وظيفتها.
  • داء الكلى المتعددة الكيسات (تكيس الكلى)؛ وهو أحد اضطرابات الكلى الوراثية الأكثر شيوعاً، يتمثل بتشكل كيسات داخل الكليتين، بحيث يزداد حجمها مع الوقت، مما يؤدي إلى تضخم الكلى وضعف أدائها، وقد يصل الأمر في النهاية إلى تلف الكلى الشديد وحدوث الفشل الكلوي. أيضاّ، تشمل الاضطرابات الوراثية الأخرى التي تؤثر على صحة الكلى كل من متلازمة ألبورت، فرط أوكسالات البول الأولي، والبيلة السيستينية.
  • حصى الكلى؛ من أمراض الكلى الشائعة، التي تسبب الشعور بآلام شديدة، لا سيما عندما تبدأ هذه الحصوات المتشكلة بالتحرك داخل الكليتين، والخروج منهما نحو الحالب، حيث تستقر هناك مسببة الشعور بألم حاد في أسفل الظهر وفي الخاصرة. تتعدد الأسباب وراء تشكل حصى الكلى بحيث تشمل الاضطرابات الوراثية التي تؤثر على امتصاص الكالسيوم في الجسم، وبعض حالات العدوى أو الانسدادات في المسالك البولية. تتوافر العديد من الخيارات العلاجية الفعالة لحصى الكلى، تتراوح ما بين اتباع النظام الغذائي الصحي إلى تناول العلاج الدوائي وصولاً إلى استخدام التقنيات الجراحية لتفتيت الحصى؛ اعتماداً على حجم الحصى وإمكانية مرورها عبر البول من تلقاء نفسها.
  • عدوى المسالك البولية؛ تنشأ نتيجة انتقال الميكروبات إلى داخل مجرى القناة البولية مسببة ظهور العديد من الأعراض بما في ذلك الشعور بالألم والحرقة أثناء التبول مع وجود رغبة مستمرة للتبول. في معظم الحالات، يمكن لهذه الميكروبات إصابة أعضاء الجهاز البولي الداخلية مثل المثانة، ولكن يصبح الأمر أكثر صعوبة في حال انتقال هذه العدوى نحو الكليتين وحدوث التهاب فيها، يرافق ذلك الشعور بألم شديد في الظهر والحمّى.
  • العيوب الخلقية؛ غالباً ما تنطوي هذه الحالات على حدوث خلل معين في القناة البولية أثناء نمو الجنين داخل رحم أمه، والتي تؤثر لاحقاَ على عمل الكلى بشكل طبيعي. أحد هذه الحالات الأكثر شيوعاً، هي ولادة طفل مع وجود عيب خلقي في الصمام الذي يقع بين المثانة والحالب، والذي بدوره ينغلق بصورة طبيعية لمنع تدفق البول من المثانة رجوعاً إلى الحالب. يترتب على رجوع البول نحو الحالب والكلى، حدوث عدوى المسالك البولية المتكررة، الأمر الذي يسبب لاحقاً تلف أنسجة الكلى.
  • تناول الأدوية؛ تؤثر قائمة الأدوية الخاصة بك بشكل كبير على صحة الكلى. إذ يترتب على تناول كميات كبيرة من مسكنات الألم التي لا تحتاج إلى وصفة طبية والاستمرار على ذلك لفترة طويلة من الزمن نتائج وخيمة تضر بصحة الكلى وكفاءتها. أيضاّ، يمكن للعديد من الأدوية الأخرى، والسموم، والمبيدات الحشرية، والمخدرات مثل الهيروين وغيره التسبب بتلف الكلى.

 

كيف يتم تشخيص الإصابة بمرض الكلى المزمن؟

مما لا شك فيه أن الكشف المبكر عن مرض الكلى المزمن، والتحكم بالحالة بإعطاء العلاج المناسب، اعتماداً على السبب الكامن وراء الإصابة هو المفتاح الأساسي للحفاظ على الكلى وإبطاء تفاقم المرض. بالنسبة لتشخيص أمراض الكلى المبكرة؛ قد تحتاج إلى إجراء واحد او أكثر من بين الفحوصات والاختبارات البسيطة التالية:

  1. اختبار البول للكشف عن وجود البروتين فيه، من خلال إجراء تحليل نسبة الزلال (الألبومين)/الكرياتينين (ACR)، والذي يعد مؤشر دقيق لحساب كمية البروتين المتسللة من الكلى إلى البول وبالتالي الكشف عن كفاءة عمل الكلى. فوجود البروتين في البول بكمية زائدة دليل على تضرر الوحدات الأنبوبية الكلوية الوظيفية المسؤولة عن ترشيح الدم نتيجة وجود مرض ما في الكلى. ومع هذا، قد تظهر النتيجة إيجابية (أي وجود زلال في البول) في حالات أخرى لا علاقة لها بوجود مرض في الكلى، مثل ممارسة التمارين الرياضية العنيفة أو الإصابة بالحمى، لذلك قد يطلب منك تكرار إجراء التحليل على مدى عدة أسابيع للتأكد من تشخيص الحالة.
  2. فحص كرياتينين الدم، يستخدم الطبيب نتيجة هذا الفحص إلى جانب عدة عوامل خاصة بك تتضمن العمر، والعرق، والجنس وغيرها لتقدير معدل الترشيح الكبيبي (GFR)، والذي بدوره يعطي صورة عن مدى تدهور وظائف الكلى.

 

ومن الجدير ذكره، بأن الأشخاص الذين يعانون من خطر للإصابة بأمراض الكلى، يتوجب عليهم إجراء هذه الفحوصات بهدف الاطمئنان على وضع الكلى والتأكد من سلامتها.

 

فيما يلي مجموعة من العوامل التي ترفع خطر الإصابة بأمراض الكلى إذا كنت تعاني من أي منها:

  1. التقدم في العمر.
  2. الإصابة بداء السكري.
  3. الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
  4. إصابة أحد أفراد العائلة بمرض الكلى المزمن من قبل.
  5. الأمريكيون من أصول إفريقية أو إسبانية، الآسيوين وسكان جزر المحيط الهادئ، أو الهنود الأمريكيون.

 

هل يمكن علاج مرض الكلى المزمن؟

من الممكن علاج العديد من أمراض الكلى بنجاح؛ ويختلف ذلك تبعاً لمرحلة المرض التي تعاني منها، والحالات المرضية الأخرى التي بصفتها تلحق الضرر بالكلى، ومدى القدرة على السيطرة عليها، وإبطاء تدهور وظائف الكلى. 

 

عادة ما ينطوي العلاج على اتخاذ التدابير المساعدة بهدف السيطرة على الحالة المرضية المسببة لأمراض الكلى. فعلي سبيل المثال، التحكم بضبط مستوى ضغط الدم بتناول الأدوية التابعة لمجموعة مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE)، تلعب دور كبير في إبطاء تقدم المرض والوقاية من حدوث الفشل الكلوي. كذلك السيطرة على مستوى السكر في الدم ضمن مستوياته الطبيعية، وعلاج عدوى المسالك البولية، وتفتيت حصى الكلى والتخلص منها، يساعد بشكل كبير في تقليل خطر الإصابة بأمراض الكلى أو التحكم به وإدارته.

 

لسوء الحظ، لا تزال بعض الأسباب الكامنة وراء الإصابة بأمراض الكلى غير معروفة بعد، إضافة إلى عدم توافر العلاجات الخاصة بمثل هذه الحالات. ومع هذا، تشهد الآونة الأخيرة تطور كبير في مجال الأبحاث بهدف إيجاد علاجات مستقبلية فعالة لجميع الحالات المرضية التي ينجم عنها الإصابة بامراض الكلى.

 

كيف يتم علاج الفشل الكلوي؟

تنطوي المراحل المتقدمة من مرض الكلى المزمن على حدوث تدهور كبير في أداء الكلى، حيث تفقد الكلية القدرة على القيام بعملها لينتهي بك المطاف للإصابة بالفشل الكلوي.

 

تشمل الخيارات العلاجية المتاحة في حالات الفشل الكلوي كل من:

  • غسيل الكلى ، تتم داخل وحدة غسيل الكلى في المستشفيات، كما يمكن إجراؤها في المنزل. تحل هذه التقنية مكان الكلى للقيام بتنقية الدم وإزالة الفضلات والسوائل الزائدة منه. عادة ما يحتاج مريض الفشل الكلوي بغسيل الكلى ثلاث مرات في الأسبوع.
  • الغسيل الكلوي البريتوني (غسيل الكلى الصفاقي)، تمتاز هذه التقنية بإمكانية استخدامها في المنزل بشكل يومي.
  • زراعة الكلى، تنطوي عملية زراعة الكلى على منح مريض الفشل الكلوي كلية سليمة (بعد إيجاد كلية مطابقة من متبرع حي أو متوفي، سواء كان على صلة قرابة مع المريض أم لا) للقيام بوظيفة الكلى الأساسية.

 

يقوم إستشاري أمراض الكلى بشرح الخيارات العلاجية المتاحة وما يترتب على ذلك من فوائد ومخاطر، للوصول إلى اختيار الحل الأفضل للمريض وعائلته.

 

ما هي العلامات التحذيرية التي تشير للإصابة بأمراض الكلى؟

غالباً ما تؤثر أمراض الكلى على كلتا الكليتين، إذ تتراجع قدرة الكلى على القيام بوظائفها اعتماداً على حجم الضرر اللاحق بها. في حالات المرض الشديد، تقل قدرة الكليتين بشكل كبير على القيام بتنقية الدم، وبالتالي تراكم الفضلات والسوائل الزائدة في الجسم. معظم أمراض الكلى لا تسبب ظهور أية أعراض في بدايتها، إلا أنها قد تظهر لاحقاً مع مرور الوقت وعند الوصول إلى مراحل متقدمة من قصور وتلف الكلى.

 

ومع ذلك، هناك 6 علامات تحذيرية من أمراض الكلى تشمل كل مما يلي:

  1. ارتفاع ضغط الدم.
  2. ظهور الدم أو البروتين في البول.
  3. ارتفاع مستوى كل من نيتروجين اليوريا (BUN) والكرياتينين في الدم. يعد ذلك مؤشر لانخفاض قدرة الكلى على القيام بتنقية الدم؛ إذ تعتبر هذه المواد من الفضلات التي يتخلص منها الجسم عن طريق البول.
  4. انخفاض معدل الترشيح الكبيبي (GFR) عن 60 مل/دقيقة، والذي يعتبر المقياس الأساسي لتقييم كفاءة الكلى.
  5. التبول بصورة متكررة، أكثر من المعتاد لا سيما ليلاً، مع مواجهة صعوبة أو التألم أثناء ذلك.
  6. انتفاخ حول العينين، وتورم القدمين واليدين.

 

اضغط هنا لمعرفة المزيد عن قسم أمراض وغسيل الكلى في مستشفى العبدلي او اتصل على الرقم  065109999 لحجز موعد