تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

مراحل مرض الباركنسون

اليوم، يُعتبر مقياس تصنيف مرض الباركنسون الموحد التابع لجمعية اضطرابات الحركة (MDS-UPDRS) الأداة الرئيسية لتصنيف مراحل هذا المرض.

حيث أنه يفحص أربعة مجالات مختلفة لكيفية تأثير مرض الباركنسون على الفرد، ويمكن ذكرهم كما يلي:

 

الجزء الأول

يتناول الجوانب غير الحركية لتجارب الحياة اليومية، مثل الخرف والاكتئاب والقلق وغيرها من المشكلات المتعلقة بالقدرة والصحة العقلية، بالإضافة إلى مشاكل أخرى مثل الألم والإمساك وسلس البول.

 

الجزء الثاني

يغطي الجوانب الحركية لتجارب الحياة اليومية أي التأثيرات على المهام والقدرات المتعلقة بالحركة، مثل القدرة على التحدث والأكل والمضغ والبلع وارتداء الملابس والاستحمام.

 

الجزء الثالث

يستخدم لتقييم التأثيرات المرتبطة بالحركة، بما في ذلك طريقة الحديث، وتعبيرات الوجه، والتصلب، والتوازن، وسرعة الحركة، والرعشة، وما إلى ذلك.

 

الجزء الرابع

يتعامل مع المضاعفات الحركية، مثل مدى تأثير الأعراض على حياة الشخص اليومية ومقدار الوقت الذي يعاني فيه من الأعراض يوميًا.

 

طرق تشخيص مرض الباركنسون

نستطيع تشخيص وتقييم مرض باركنسون بشكل دقيق، حيث يتوفر فريق من الأطباء المتخصصين في اضطرابات الحركة والأعصاب لتقديم التشخيص الصحيح والرعاية المناسبة.

إليك نظرة عامة على كيفية تشخيص مرض باركنسون:

 

التاريخ الطبي والفحص السريري

يقوم الطبيب في البداية بطرح الأسئلة ومراجعة التاريخ الطبي للمريض، ويجدر بالذكر أن تشخيص هذا المرض هو في الغالب عملية سريرية، مما يعني أنه يعتمد بشكل كبير على الطبيب الذي يقوم بفحص الأعراض ومدتها وشدتها.

يتبع ذلك الفحص الجسدي للمريض والذي يركز على تقييم الحركة والتوازن والتنسيق.

 

فحوصات تكميلية

قد يتم إجراء فحوصات تكميلية لتأكيد التشخيص واستبعاد الأسباب الأخرى المحتملة للأعراض. 

من بين هذه الفحوصات:

  • التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب: لاستبعاد الأسباب الأخرى للأعراض مثل الأورام الدماغية.
  • الفحوصات العصبية، مثل: فحص قياس السمع، لقياس نشاط العضلات والأعصاب.
  • اختبارات الدم: يمكن أن تساعد في استبعاد أشكال أخرى من مرض باركنسون.

 

الاختبارات المعملية الجديدة 

تم إجراء بعض الاختبارات الجديدة لاكتشاف المؤشرات المحتملة لمرض باركنسون، حيث يتضمن كلا الاختبارين الجديدين بروتين ألفا سينوكلين ولكن بطرق جديدة وغير تقليدية. 

وعلى الرغم من عدم قدرة هذه الاختبارات على تشخيص حالات الباركنسون التي يتسبب فيها بروتين ألفا سينوكلين غير المطوية، إلا أن هذه المعلومات لا تزال تساعد أطبائنا في مستشفى العبدلي في إجراء التشخيص.

 

الاختبار الأول: البزل الشوكي

يتضمن هذا الاختبار إدخال إبرة في القناة الشوكية لجمع بعضًا من السائل النخاعي لإرساله إلى المختبر وتحليله.

حيث أنه يتم البحث عن بروتينات ألفا سينوكلين غير المطوية في السائل النخاعي الذي يحيط بالدماغ والحبل الشوكي. 

 

الاختبار الثاني: خزعة الجلد

حيث يتم أخذ عينة صغيرة من الأنسجة العصبية السطحية، يتم جمع العينات من بقعة على ظهر المريض وبقعتين على ساقه. 

يمكن أن يساعد تحليل هذه العينات في تحديد ما إذا كانت بروتينات ألفا سينوكلين تعاني من نوع معين من الخلل الذي قد يزيد من خطر الإصابة بمرض باركنسون.

 

ما هي طرق علاج مرض الباركنسون؟

في الوقت الحالي، مرض باركنسون غير قابل للشفاء ومع ذلك هناك طرق متعددة لإدارة أعراضه. 

إليك نظرة عامة على بعض الطرق الشائعة لعلاج مرض الباركنسون:

 

العلاج الدوائي

تنقسم العلاجات الدوائية لمرض باركنسون إلى فئتين: العلاجات المباشرة والتي تستهدف مرض باركنسون نفسه، وعلاجات الأعراض التي تعالج فقط تأثيرات معينة للمرض.

ومن أبرز الأدوية المستخدمة في هذا المرض، ما يلي:

 

الليفودوبا (Levodopa)

يعتبر العلاج الدوائي الأساسي لمعالجة أعراض مرض الباركنسون، حيث أنه يعمل على تحفيز خلايا الدماغ على إنتاج مستويات أعلى من الدوبامين، والذي يعتبر منتجًا طبيعيًا للدماغ والذي يقلل من أعراض مرض الباركنسون.

يمكن أيضًا استخدامه في تحسين الحالة العامة للمريض وتحسين القدرة على القيام بالأنشطة اليومية بشكل أكثر فعالية.

 

مثبطات إعادة امتصاص الدوبامين (Dopamine agonists)

تعمل هذه الأدوية على تحفيز مستقبلات الدوبامين في الدماغ، ويتم ذلك عن طريق التفاعل المباشر مع مستقبلات الدوبامين في الخلايا العصبية، مما يؤدي إلى تحفيزها وزيادة إطلاق الدوبامين.

تستخدم مثبطات إعادة امتصاص الدوبامين كعلاج بديل أو مكمل للليفودوبا في علاج مرض الباركنسون، حيث أنها تساعد في تحسين القدرة على التحكم في الحركة.

وتكون هذه الأدوية خيارًا شائعًا لدى المرضى الأصغر سنًا لتأخير بدء استخدام الليفودوبا، حيث يمكن أن تقدم تأثيرات مماثلة للدوبامين دون الحاجة إلى استخدام الليفودوبا مباشرة.

 

مثبطات إنزيم الكاتيكول (COMT inhibitors)

تساعد في تعزيز فعالية الليفودوبا عن طريق منع تحطمها في الجسم، مما يساعد في الحفاظ على مستوياتها العالية في الدم وتعزيز تأثيراتها على الدماغ.

هذه الأدوية تُستخدم عادةً كجزء من العلاج الشامل لمرض الباركنسون، وغالبًا ما يتم تقديمها مع الليفودوبا لتحسين استجابة المريض للعلاج وتقليل الفترات التي يعاني فيها من الأعراض. 

 

مضادات الكولينيرجيك (Anticholinergics)

تُستخدم هذه الأدوية لمعالجة الرعشة والتشنجات العضلية التي قد تظهر في حالات مثل مرض الباركنسون. 

تعمل هذه الأدوية عن طريق منع تأثير الناقل العصبي الكولين الذي يُطلقه الجهاز العصبي الطرفي، والذي يؤدي في العادة إلى تحفيز العضلات والتقليل من التوتر العضلي والتشنجات.

 

التحفيز العميق للدماغ (Deep brain stimulation)

يعتبر هذا الإجراء خيارًا لعلاج مرض الباركنسون في الحالات التي لا تستجيب بشكل جيد للعلاج الدوائي أو في حالة وجود آثار جانبية غير مرغوب فيها من الأدوية.

حيث أنه يُستخدم لتخفيف الأعراض المتقدمة لمرض الباركنسون عن طريق توجيه التحفيز الكهربائي إلى أجزاء محددة داخل الدماغ باستخدام أقطاب رقيقة ومرنة يتم زراعتها جراحيًا.

هذا التحفيز الكهربائي يهدف إلى تعديل نشاط الدماغ وتحسين التوازن العصبي، مما يساعد في تخفيف الأعراض المتقدمة لمرض الباركنسون، مثل الرعاش الشديد والتشنجات العضلية والتصلب الحركي. 

وعلى الرغم من أن عملية التحفيز العميق للدماغ تعتبر آمنة وفعالة نسبيًا، إلا أنها تتطلب جراحة دقيقة وتقنيات تحديد مواقع متقدمة لضمان وصول الأقطاب الكهربائية إلى المناطق المناسبة في الدماغ، وهذا ما يوفره مستشفى العبدلي لمرضى الباركنسون.

 

العلاجات المتقدمة

التصوير بالموجات فوق الصوتية المركَّزة والموجَّهة من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي (MRgFUS) هي تقنية جديدة طفيفة التوغل التي ساعدت بعض الأشخاص المصابين بمرض باركنسون في السيطرة على الرُعاش. 

حيث أنه في هذا الإجراء يُوجِّه الأطباء الموجات فوق الصوتية من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي إلى المنطقة التي يبدأ عندها الرُعاش في الدماغ، وتكون هذه الموجات بدرجة حرارة مرتفعة للغاية تؤدي إلى حرق المناطق التي تسهم في حدوث الرُعاش.

 

متى سأشعر بالتحسن بعد العلاج، وكم من الوقت سيستغرق التعافي؟

يعتمد الوقت المستغرق للتعافي ورؤية آثار علاجات مرض باركنسون على نوع العلاج، وشدة الحالة، وعوامل أخرى. 

وتذكر أن الطبيب هو أفضل شخص يقدم المزيد من المعلومات حول ما يمكنك توقعه من العلاج، يمكن للمعلومات التي يقدمونها لك أن تأخذ في الاعتبار أي عوامل فريدة قد تؤثر على ما تواجهه.

 

كيف يمكنني الاعتناء بنفسي أو التحكم في الأعراض؟

مرض باركنسون ليس حالة يمكنك تشخيصها ذاتيًا، ويجب ألا تحاول إدارة الأعراض دون التحدث أولاً إلى الطبيب المختص، حيث أنه يستطيع أن يرشدك ويوصي بالعلاج المناسب لحالتك.

وأفضل ما يمكنك فعله هو اتباع إرشادات الطبيب حول كيفية الاعتناء بنفسك، والتي قد تشمل ما يلي:

  • تناول الدواء الخاص بك على النحو الموصوف: إن تناول الأدوية الخاصة بك يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في أعراض مرض باركنسون، لذلك تناولها على النحو الموصوف وتحدث مع الطبيب فورًا إذا لاحظت آثارًا جانبية أو بدأت تشعر بأن أدويتك ليست فعالة.
  • راجع الطبيب على النحو الموصى به: سيقوم الطبيب بإعداد جدول زمني لرؤيتك ومتابعة حالتك، تعتبر هذه الزيارات مهمة بشكل خاص للمساعدة في إدارة حالتك والعثور على الأدوية والجرعات المناسبة.
  • لا تتجاهل الأعراض أو تتجنبها: يمكن أن يسبب مرض باركنسون مجموعة واسعة من الأعراض، والعديد منها يمكن علاجه عن طريق علاج الحالة أو الأعراض نفسها. يمكن أن يحدث العلاج فرقًا كبيرًا في منع الأعراض من أن تكون لها آثار أسوأ.


 

في ختام هذا المقال، نجد أن علاج مرض الباركنسون هو مجال يشهد تطورًا مستمرًا ومبهرًا في مجال الطب والبحث العلمي. من خلال استكشاف طرق علاج مبتكرة نجد أن الأمل يتجسد في تحسين جودة حياة الأشخاص الذين يعانون من هذا المرض.

يتحلى مستشفى العبدلي بفريق من الأطباء والمتخصصين ذوي الخبرة والكفاءة، الذين يعملون بجد لتقديم العلاج الشامل والمبتكر لمرضى الباركنسون.

لذلك لا تتردد في استشارة الأطباء في قسم أمراض وجراحة الدماغ والأعصاب في مستشفى العبدلي.


 

المصادر:

  1. Professional, C. C. M. (n.d.-k). Parkinson’s Disease. Cleveland Clinic. https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/8525-parkinsons-disease-an-overview
  2. Parkinson’s disease - Diagnosis and treatment - Mayo Clinic. (2024, April 5). https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/parkinsons-disease/diagnosis-treatment/drc-20376062
  3. What is Parkinson’s? (n.d.-b). Parkinson’s Foundation. https://www.parkinson.org/understanding-parkinsons/what-is-parkinsons